CP8 Arabic translation

المقدمة:

سيقوم فريق من معهد إدوارد سعيد الموسيقي الفلسطيني الوطني في الغناء

ريم مالكي (طالبة عود) من رام الله

مايا أبو العريس (طالبة بيانو) من نابلس

يرافقهم على الغيتار مدرس الموسيقى جورج غطاس، يعرف مايا وريم منذ طفولتهما وعلمهما دروس الغناء في معهد إدوارد سعيد الوطني الفلسطيني.

الأغنية الثالثة” يا عشاق الأرض هلموا”هذه المقطوعة من تأليف كاتب الأغاني اللبناني أحمد قعبور وهي مهداة لاعتراف الريماوي ، المدير الموسيقي لفرع رام الله لمعهد إدوارد سعيد الموسيقي الفلسطيني الوطني، اعتراف والد لخمسة أطفال ، تم سجنه في سبتمبر 2019 ، وتعرض للتعذيب وحُكم عليه ب الاعتقال الإداري – إلى السجن بدون محاكمة – منذ ذلك الحين إلى الآن ، لذا فإن هذه الأغنية والوضع الذي يواجهه اعتراف وعائلته اليوم وثيق الصلة بموضوع حديث اليوم.

ستظهر المزيد من المعلومات حول اعتراف في الدردشة الآن.

المعلومات على الشاشة كالتالي:

اعتراف الريماوي / 44 سنة

تم القبض على اعتراف في 23 سبتمبر 2019 ، وتم نقله إلى سجن عوفر حيث صدر عليه أمر اعتقال إداري لمدة ستة أشهر. بعد شهر من اعتقاله ، في 23 أكتوبر / تشرين الأول 2019 ، نُقل اعتراف إلى مركز استجواب المسكوبية. لقد تعرّض إعتراف للتعذيب الجسدي والنفسي وسوء المعاملة لمدة 40 يومًا تقريبًا. وبدأت جلسات الاستجواب معه فور وصوله إلى مركز الاستجواب. وتعرض لجلسات استجواب مطولة وحرمان من النوم. خلال اليوم الثاني من الاستجواب تعرض للتعذيب الجسدي. تم إجبار إعتراف على عدة وضعيات ضغط والتي شملت وضع الموز ، والجلوس في وضع القرفصاء أمام موضع الجدار. اقتيد إلى العيادة عدة مرات على كرسي متحرك نتيجة الضرب المبرح الذي تعرض له طوال فترة الاستجواب. علاوة على ذلك ، كان يعاني من تورم في قدميه وألم شديد في الظهر. لقد فقد توازنه عدة مرات وأيضًا فقد قدرته على المشي أثناء تحريكه على كرسي متحرك.

علاوة على ذلك ، عانى اعتراف من التعذيب النفسي الشديد والمعاملة السيئة التي شملت التهديد والشتائم والإذلال والصراخ عليه. كما أُجبر على مشاهدة مقطع فيديو ل الأسير سامر عربيد فاقدًا للوعي في المستشفى لإخافته من خلال إخباره أنه سوف يتم تعريضه للتعذيب مثل سامر.

جورج يتحدث:

” بنشكر بال ميوزك Pal Musicعلى هذه الفرصة للمشاركة، للأسف لم نستطيع ان نتواجد سويا، ولكن كل أحد فينا سيمارس على حدة من بيته، أول أغنية هالأسمر اللون ل لينا شامنيا ستغنيها مايا، أغنية لفيروز لا انت حبيبي ستغنيها ريم مالكي، وأغنية يا عشاق الأرض “

  • تم أداء الموسيقى والغناء لعدة دقائق

جورج يعلق:
“شكراً ل بال ميوزك Pal Musicمرة أخرى و نتمنى أن يتم فك أسر اعتراف الريماوي، وبنتمنى يحصل على حريته عن قريب”

مقدمة مارتن بعد العروض الموسيقية:

صباح الخير
أهلا وسهلا فيكم في كافي فلسطين
يسرنا حضوركم معنا

يسعدني أن أرحب بالدكتورة سماح جبر في افتتاح مقهى فلسطين اليوم.

لابد أن سماح معروفة لكثير منكم بالفعل. منذ عام 2016. هي رئيسة قسم الصحة النفسية في وزارة الصحة في الضفة الغربية. هي طبيبة نفسية ومعالجة نفسية ، وتساهم بشكل منتظم كمفكرة عامة وكاتبة ومذيعة ومعلمة. وهي عضو مؤسس في شبكة فلسطين العالمية للصحة النفسية ، والتي تحتفل الآن بأول عام عمل مثمر للغاية. كما أحثكم ​​على استخدام محرك البحث لقراءة كتاباتها ومشاهدتها عبر الفيديوهات على الإنترنت.

هناك شيئان أريد القيام بهما قبل أن أطلب من سماح التكلم.

أولاً: بالنسبة لأولئك الذين وصلوا متأخرين قليلاً ، فإن الأغنية الأخيرة التي سمعناها كانت مهداة لمدير فرع رام الله لمعهد إدوارد سعيد الموسيقي الوطني الفلسطيني – وهو معتقل حالياً في سجن الإحتلال الاسرائيلي حيث تم احتجازه بدون محاكمة بموجب نظام يسمى الاعتقال الإداري. ثم ، يوم الأربعاء الماضي ، إلى جانب مركز ثقافي آخر في المدينة ، تمت مداهمة المعهد الموسيقي بالقدس ، واعتقل بعض كبار موظفيه من قبل الإحتلال الاسرائيلي. وقد أُطلق سراحهم ، لكن وضعهم لم ينته بأي حال من الأحوال. أريد أن أرسل رسالة تضامن وتعاطف من شبكة المملكة المتحدة إلى موظفي وطلاب معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى ، الذين سمعنا من موظفيه وتلاميذه مثل هذه العروض الجميلة.

ثانيًا ، ولكن هذا مع أخذ المثال الأخير للهجوم الإسرائيلي على الثقافة الفلسطينية في الاعتبار، أريد أن أرسل رسالة إلى ما يمكن أن نسميه في العالم الأوروبي والأمريكي تأسيس الصحة العقلية والعمل الاجتماعي، والأشخاص الذين يعملون في اللجان والإشراف على السياسات والدورات التدريبية والاتصالات الداخلية والموقف العام للجمعيات المهنية لدينا.

علاوة على المحاولة المنهجية للتقليل من شأن ثقافتهم ومجتمعهم ، على الفلسطينيين أن يتحملوا صمت العالم الذي يتم الموافقة عليه في كل غضب إسرائيلي. إسرائيل ليست فريدة في ارتكاب جرائم الدولة ، بعيداً عن ذلك، لكن هناك عين عمياء تكمُن تجاه تجاهل إسرائيل للقانون الدولي ، أو حتى الأخلاق أو الأداب الإنسانية العادية ، ربما تكون استثنائية. ولا شك أن الاستعمار الاستيطاني يخلق الاستبداد ويترك المستعمر في نوع معين من المخاطر. نحن نركز تفكيرنا اليوم على الأشخاص الذين أمضوا وقتًا في سجون الاحتلال الإسرائيلية ، لكن كل قسم من الأشخاص المُقسمين/لمجزأين يخضعون لأنظمة سجن مختلفة ، بما في ذلك اللاجئين.

في الشهر الماضي شاركت سماح في تأليف ورقة وثقت وحللت إسكات أصوات الفلسطينيين داخل منظمات الصحة العقلية الغربية. قد نتساءل ، كيف يمكن للهيئات المنشأة لتعزيز الرفاهية النفسية أن تدعم بنشاط عملية الاستعمار بهذه الطريقة؟

أعتقد أن هناك فهمًا متزايدًا بأن العين الغربية ليست عمياء كثيرًا ، بينما هي مريضة بمفاهيم عظيمة مثل التفوق العرقي ، فهي مطلوبة لإخفاء العواقب الإنسانية لماضيها الاستعماري والحاضر.

وما نحتاج أن نقوله لزملائنا الكرام هو أن إسكاتهم للأصوات الفلسطينية هو عرض من أعراض هذا المرض. إن فشلهم في التعامل مع طلب المجتمع المدني الفلسطيني بعدم تطبيع حكم إسرائيل ، يمكن أن يُنظر إليه على أنه تجسيد ملموس للغطرسة الاستعمارية.

لا يمكن ايجاد علاج سم هذا التواطؤ في إصدار إعلانات -مزيفة- مناهضة للعنصرية ، ولكن في تغيير الطريقة التي نتعامل بها مع بعضنا البعض. والخطوة الأولى هي أن يتوقف الغربيون عن الحديث ويبدأوا في الاستماع. بل أن يبحثون عن علاج في الاستماع.

أريد ربط هذا بما نقوم به اليوم. إلى جانب مضاعفة الاحتمالات المتاحة للتفاعل مع المتحدثين الفلسطينيين ، يقدم مقهى فلسطين بطريقته البسيطة مثل هذه الفرصة لزملائنا الغربيين المحترفين للجلوس والاستماع. هنا يمكننا البدء في السيطرة على مدى انغماسنا في هذا الكابوس الاستعماري. كما اقترحت (جوين) الأسبوع الماضي ، يمكننا هنا أن نحاول أن نجمع في أذهاننا فهمًا للقمع السياسي وتأثيره على الصحة العقلية والطريقة التي تحفز بها الابتكار في العيادة والمسؤولية الحتمية للتضامن الدولي الفعال. وبعبارة أخرى ، نبدأ في السيطرة على مدى انغماسنا في هذا الكابوس الاستعماري.

لذا ، أود أن أشكر جميع المتحدثين الفلسطينيين لدينا ، وسماح اليوم ، على المساهمة التي يقدمونها في نضالنا من أجل القضاء على استعمار تخصصاتنا المهنية ، والتي نأمل في أن نصبح أكثر فعالية في المساهمة في إنهاء استعمار فلسطين نفسها.

أعتذر عن تأخير اللحظة التي ننتقل فيها إلى سماح وموضوع محادثة اليوم.

هل يمكنك أن تأخذنا إلى محور مناقشة اليوم من خلال تحديد بعض الجوانب الرئيسية للنظام التي تسجن الفلسطينيين بهذه الأرقام ، وكيف تفهم الأغراض المعنية من هذا النظام. وهل يمكن أن تعطينا فكرة عن مدى انغماسها في المجتمع الفلسطيني – أعني كم عدد الأشخاص الذين تؤثر عليهم ، على سبيل المثال؟

سماح:

أعتقد إنه من المهم جدا الحديث عن وضع الأسرى الفلسطنين، لأن المشروع بأجمعه في خلق نظام للاعتقال السياسي يهدف إلى اسكات صوت بعض الناس والتقليل من توعية و النظرة المستقبلية للناس وابعادهم عنهم، لتدمير المجتمع الفلسطينين وتغيير أيديلوجياته،عندما نتحدث عن مشكلة الأسرى الفلسطيننين فإننا نتحدث عن مشكلة تُشكل خُمس المجتمع الفلسطيني، حوالي 40 % من المجتمع الفلسطيني يتعرضون للأسر السياسي، تبعاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وليس فقط فلسطنيين في السجون الاسرائلية ولكن هناك سوريين ولبنانين وأردنيين وغيرهم أسرى سياسيين من الوطن العربي، وهناك أسرى سياسين مناصرين للقضية الفلسطينية خارج فلسطين ك جوروج ابراهيم عبد الله في فرنسا.

نظام السجون جزء من نظام متطور جداً ليفرض السيادة الأجنبية على الشعب الفلسطيني، إسرائيل خلقت قانونها الموازي للنظام القانون الذي يعتبر مختلف عن القانون الدولي، الأسرى السياسين الفلسطنين لا يتم اعتباراهم ك أسرى حرب، اسرائيل حدّثت واستخدمت بعض التشريعات التي تم استخدامها في فترة الانتداب البريطاني ويتم تطبيقها على الأسرى السياسين الفلسطنين، يتم فرض معاقبة وخيمة على الفلسطنيين الذين يشاركون في المقاومة،حتى لو كانت هذه المقاومة تشمل عنف أو لا تشمل عنف، على سبيل المثال، عندما كنت طفلة في الانتفاضة الاولى أتذكر أن حمل العلم الفلسطيني يتم المعاقبة عليه بشدة، وإذا كان هناك طفل يرمي حجراً، ب عمر 10 أو 11 سنة، يتم معاقبته ب اعتقاله عشر سنين، والهدف الأساسي من هذا النظام هو ردع الفلسطنيين الذي يشاركون في المقاومة والمطالبة بحقوقهم، بعض الفلسطينين الذين ييتم أسرهم أيضاً بسبب كتاباتهم الثقافية والفكرية، وبعضهم يذهب إلى الحبس بسبب كتاباتهم على مواقع التواصل / على سبيل المثال (دارين طاطور) شاعرة تم أسرها بسبب الشعر الذي تكتبه، لذلك أنا أعتبر أن نظامهم هو نظام غير قانوني وليس نظام عدل،

وهناك حالات تجعلنا نشكك في قانونية نظام السجون في إسرائيل مثلاً (محمد صلح) أسير أمريكي فلسطيني، والذي تم ادانته بواسطة النظام الاسرائيلي لسنوات طويلة في السجن وتم تبرأته بواسطة النظام الأمريكي، يعني أنه لديه جنسية أخرى ويتم معاقبته من قبل نظام دولة أخرى، يوهذا يثير الشكوك حول قانونية نظام اسرائيل في السجون.

مارتن يسأل: كما فهمت عن استراتجيات المحكاكم العسكرية في الضفة الغربية وما قلته للتو بنظام موازي والآن تقولين أنه نظام غير قانوني، هل تعتقدين أن استنتاج معقول؟

من الممكن أن تبني قانون شظهر كأنها “سوي” ولكن مختلف عن القانون الدولي، بخلق مثل هذه القوانين لتعذيب ومعاقبة الفلسطنين بشكل شديد، اسرائيل الآن أنشأت محاكم للشباب الصغار والأطفال، المجتمع الدولي رحب بهذه الاستراتجية، ولكن لا أحد يعلم ماذا يحصل هناك وكيف أن المحاكم العسكرية بواسطة الاستعمار الاسرائيلي يتم عقدها، اسرائيل تقوم بمنع تطبيق القانون الدولي على الأسرى الفلسطنيين، قبل أن نفوت بتفاصيل كثيرة عن الاعتقال السياسي يجب أن نشكك هذا التصرف في خلق نظام قانون بديل يقوم بمنع تطبيق القانون الدولي على الأسرى الفلسطنيين. وأيضاً ك نقظة مهمة يجب الاشارة عليها أن الرأي الفلسطيني في المقاومة ضد الاحتلال هو أنه حق شرعي للحصول على حقوقهم ولتحرير أنفسهم من الاستعمار والحصول على حق السيادة وأنه حق تم النص فليه في القانون الدولي واتفاقيات الأمم المتحدة التي أعلنت أن الناس الذين يتعرضون للاستعمار والاحتلال لهم الحق في استخدام طرق مختلفة لتحرير أنفسهم وليحصلوا على سيادتهم.

مارتن يعلق: كما قلتي أنه مازال يتم تطبيق بعض القوانين التي تم استخدامها في فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، وأنا متأكد أنه هناك في الجمهور بعض الايرلنديين الذين يفهمون ويشعرون بذلك، أعتقد أن الأمر مشابه لما حصل معهم ولكن الموضوع مثير،كان هناك ناس عاديين تعرضوا للاضطهاد ومروا بمواقف استثنائية. للحظة أود أن أركز على جانبين من النظام الذي يولد السجناء والسجناء السابقين ، وكلاهما يجب أن يؤدي إلى إدانة صريحة من قبل الدول التي تفتخر باحترامها القانون: الأول هي المحاكم العسكرية في الضفة الغربية ، عملياتها وإجراءاتها ، معدلات الإدانة ، تجريم الأطفال. والثاني هو حبس السجناء السياسيين بدون تهمة أو محاكمة ، وهو نوع من الاختطاف يمكن تمديده بدون حدود زمنية. هل معلوماتي هنا صحيحة؟

سماح تضيف: أعتقد أن الحبس الإداري موضوع مهم يجب أن يتم ذكره والتي بدأت تطبيق سياساته أيضاً في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين حيث يتم أسر الأشخاص بدون محاكمة لستة أشهر ويمكن تجديده أيضاً، وهذا يعتم على ملفات سرية،بدون اتهامات واضحة،وعدد كبير من الفلسطنيين ممن ذهبوا للسجن تم فرض الحبس الإداري عليهم، الآن حيث نتحدث هناك حوالي 500 أسير إداري.

مارتن يسأل: ماهي الآثار الاجتماعية على المجتمع الفلسطيني نتيجة هذه الممارسات ؟

سماح تعلق:

هناك أثار نفسية على المستوى الفردي والعائلي والمجتمعي، من اللحظة التي يتم فيها أسر الفلسطنيين حتى لحظة الاستجواب، هناك آلية مكثفة لتغيير والتقليل من شأن أيديلوجياتهم لتدمير شخصياتهم وإهانتهم، على سبيل المثال أصحاب الأفكار والايدلوجيات المُأثرة يتم عزلهم عن الأسرى الآخرين فيتم منعهم من المشاركة في تعليم الأسرى الآخرين، ويتم نعتهم بأنهم كارهين اليهود وقتلى ومجرمين، وهذه الكلمات تؤثر على الأشخاص الذين ليس لديهم أيديلولوجيات قوية ، فأنا أرى بعض منهم بعد الأسر للمعالجة النفسية و من خلال التوثيق للتعذيب وسوء المعاملة، وأرى مدى تأثير مثل هذا الكلمات على حياتهم، بالعادة لا يأتوا بأنفسهم ولكن تقوم العائلة بجلبهم للمعالجة، نرى التغيير في شخصياتهم، عنما يبدا الأسرى الحديث يتخدثون عن أن كيف شخصيتهم تغيرت خلال فترة الأسر، عندما نقوم في بناء عامل الثقة في هذا الشخص وبعد قضاء بعض الوقت مع هذا الأسير مثلاً يبدأ بالتحدث عن معاناته والتحديات التي واجهوها في الأسر والتغييرات في نظام قيمهم ومبادئهم ، من بعض التجارب الصعبة مع بعض الأفراد هو حرمانهم من النوم وتعذيبهم حتى يقوموا بالاعتراف عن أشخاص مقربين منهم أو زملاءؤهم.

وهناك أيضاً تحدي صعب آخر، بعض من المتعاونين مع جيش الاحتلال يتم وضعهم داخل الأسر الفلسطيني ويتصرفون كأنهم أسرى ويشكلون علاقات اجتماعية قوية مع بعض الأسرى وياخذوا منهم معلومات للتجسس عليهم داخل الأسر، يتم أخذ معلومات من أسرى قضوا سنين طويلة من السجن والتحقيق والاستجواب، وتسمى هذه العملية أو هؤلاء الاشخاص الذين يتم وضعهم للتجسس ب (The Birds)

بعض الناس يخرجون من الحبس وهم خائفون أن يتم حبسهم مرة أخرى، أي أنهم جاهزين لذلك، ويتحدثون عن تغير وجهات نظرهم عندما يخرجون من السجن، عندما يخرجون يتعرضون لنفاق المجتمع، حيثُ يشككون في تضحياتهم بعض الأوقات . ولكن هناك بعض الأسرى لهم أيدلوجيات أقوى يقومون باحتواء مثل هذه التجارب ويتعاملون معها بطريقة صحية أكثر، تأثير العائلة كبير جداً، لأن هؤلاء الأسرى قد تم تعذيبهم بشكل شديد، و العائلة تنصدم من مستوى العقاب الذي يتعرض أسيرهم له، فهذا يدمر بناء العائلة، يخلق فجوة بشكل كامل، وأحياناً إذا الأب تم اعتقاله للكثير من السنين، الأبن يأخذ محل والده في العائلة وهذا يخلق بناء جديد للعائلة ، وأحياناً هذا البناء الجديد يكون صارم للغاية، ويكونون غير مستعدين لرجوع للأب ليأخذ محله المعتاد، لذلك بعد 10 سنين أو اكتر أو أقل من الاعتقال والأب يرجع لعائلته فالأب يرجع مثلا فقد ليشاهد تلفزيون ويدخن كثيراُ ولا يندمج بشكل جيد مع العائلة، والتوتر يبدأ بالحَوم حول العائلة، وفي هذه اللحظة سيحمل طفل آخر في العائلة أعراض هذا التوتر ويبدأ أخذ الطفل هذا إلى العيادة للمعالجة النفسية، لذلك الأثر النفسي العائد على العائلة كبير جداً.

قبل فترة جاء لي طفل بعمر 14 سنة يتحدث لي عن زيارته الأخيرة لوالده في السجن فبكى والده ونزل على الأرض ليقول لابنه أخرجني من هنا. فجاء هذا الطفل وهو مقهور ويشعر بالاكتئاب لأنه يشعر باليأس في اخراج والده من السجن. لذلك الأثر النفسي العائد على العائلة كبير جداً.

المجتمع يعرف أن الانضمام في أي مقاومة سياسية أ اعتقال سياسي سيدفع الأفراد والعائلات الثمن غالياً، لذلك يسعون بجهد كبير لحماية أطفالهم من الانضمام بأي حملات مقاومة سياسية التي ممكن أن تؤدي لاعتقال سياسي، لذلك فهي تخيف المحتمع وترعبه، الفلسطنيون يعرفون جيداً أن التعذيب يأخذ محله، ه وأن هؤلاء الأسرى لن يحصلوا على أي حقوق، الأسرى الذين يتم وضعهم في النظام الاجرامي للسجون يتم حرمانهم من التواصل مع محامييهم والحصول على مكاملة ، يكون الوضع معقد جداً للحصول على تصريح من قبل العائلة للوصول لابنهم وأحياناً يحصلون على تصريح ويتم اخبارهم انه في العزل الاجباري ومحروم من الزيارة العائلية نتيجة سوء تصرفه داخل الأسر.

مارتن: أن تقولين أن كل شخص فلسطيني يعرف ما يحدث من تعذيب ولكن المجتمع الدولي لا يفعل أي شيء حيال ذلك، وللأسف التعذيب سمة أساسية في هذه العملية، أتسائل إئا كنت تريدين الحديث عن تجربتك في العمل على توثيق حالات التعذيب الفردية والهدف من ذلك؟

سماح: أريد أن أشير أن هناك مهارات تعلمتها من المنظمة التركية لحقوق الإنسان ومن أحد المؤسسين لبروتكول اسطنبول، حيث قمنا في توثيق بعض حالات التعذيب الفردية ل بعض الأسرى الفلسطنيين، وقمت بتقديم دورات تدريبية للأطباء و للمحاميين وأخصائيين الصحة النفسية الذين يتعاملون مع الأشخاص المعذبين. الفلسطنيين لا يدركون أن الذي يتعرضوا له أن تعذيب، بعض الناس يعتقدون أن من يتعرض لاستجواب عسكري هو هذا التعذيب. ولكن عندما نسمع تفاصيل قصص الأسرى نجد أن التعذيب موجود في كل تفصيلة من لحظة الاستجواب والاعتقال، في هذا الصباح قابلت شخص وتحدث عن تجربته في الاسر عندما كان عمره 15 واستيقظ على شيء ثقيل على وجهي، كانت تلك أقدام الجنود في بيتي، وبعد ذلك تحدث الطفل عندما سحبوه من بيته إلى السجن وكانوا يصرخون عليه باللغة العبرية وهو لا يفهم عن ماذا يتحدثون، بعد 18 يوم تم استجوابه، سألوه عدة أسئلة لا يملك له اجابات، فقاموا بالبصق في اذنه، وهذا مثال على التقليل من شأن والاستهانة والتعذيب للأسرى الفلسطنيين، مثل هذه التفاصيل مسجلة لبروتكول إسطنبول للتعذيب، وأعتقد العمل لتعليم المحاميين والأطباء والأخصائيين النفسيين للكشف عن هذه التجارب لتعليم وتشجيع الأسرى على توثيق ذلك وكتابة تقارير في ذلك، ولكن للأسف القليل جداً من الحالات يمكن للمحكمة الاسرائلية أن تقبل النظر فيها، ولكن التوثيق مهم لأنه هؤلاء من يمارسون التعذيب سيعلمون أن هناك شخص يقوم بتجميع حقائق ومعلومات وهذا سيضيف الى العناصر التي بنينا عليها تحدينا المهني للمارسات الصهيونية، لذلك هذه نقطة مهمة للتوثيق. لا أعلم كم أحد منكم يعرف ان 32 سجن موجود في اسرائيل، حوالي 22 سجن منهم للاعتقال السياسي للفلسطنيين، هناك الآن 5000 شخص في السجون الاسرائليه و 200 طفل و 50 امرأة، وهذا الرقم يمكن أن يكبر أكثر، لكن ربما لا يعرف الناس أن اسرائيل لها سجون سرية ، ربما على الأقل هناك سجن سري واحد، 1931 جونثان كوك الصحفي الأول الذي يكشف عن هذا السجن السري الذي يتم ادارته بواسطة الاسرائليين، يتم أخذ الأسرى السياسيين الى هناك، ولا نعرف ماذا يحصل هناك في الأسر، وبعضهم من العرب الذي ياتون لمناصرة القضية الفلسطينية و الذين يتم اختطافهم من الحدود بواسطة قوات الاحتلال الصهيوني ومنهم فلسطنيين وبهذا علمنا عن هذا السجن السري، كل هذا في الظلام، ويمكن لأي شي أن يحصل، ولكن لا نعلم كثيراً عن تجربة الناس هناك.

مارتن: أود أن أسألك عن تأثير عمليات الاعتقال السياسي على النساء؟

سماح: أعتقد أن هناك نقاط مشتركة في التجربة بين كل الفلسطنيين، من النقاط المشترك هو حقن شعور الذنب في داخل المعتقلين، ولكن شعور الذنب أكبر على النساء، لأنه النساء من المفروض أن يكونوا هناك مع أطفالهم و النساء اللواتي يتركن أطفالهم خلفهم يُشكّكْ في أمومتها، المًستجوبين و هم أيضاً متخصصين في الثقافة الفلسطينية يقومون بتحفيز آليات معينة وخاصة بموضوع الجندر بين الرجال والنساء في المجتمع الفلسطيني، وأيضاً الرجال والنساء يتعرضون للتحرش الجنسي، أحد اضرابات الطعام حيث أثارت أحد الأهداف في 2012 كان لوقف التحرش الجنسي بالنساء والرجال، التأثير على النساء كبير جداً، واحدة من الأسيرات التي قامت بالاضراب عن الطعام هي هناء شلبي، عندما تم تعريضها لرؤية العديد من الجنود متعريين، وكانوا يبررون ذلك أنها لأسباب أمنية ، ولكن من الواضح أنه تحرش جنسي، وبسبب وجود قوانين جندرية صارمة في المجتمع الفلسطيني يجعل من الصعب على المرأة لتستعيد الاندماج داخل المجتمع مرة أخرى. لذلك الهدف الأسمى وراء كل هذه التصرفات اتجاه المعتقلين هو لوقف نشاطهم السياسي في المجتمع، حتى المجتمع نفسه يعامل تلك المرأة التي تحررت بشكل مختلف حيث يقومون أحياناً بمنعها من الانضمام للمظاهرات والمشاركة والتحدث للعامة ، فالكثير من محاولات الاسكات للمرأة تحصل في المجتمع.و هذا ممكن أن يكون الاختلاف المميز بين المعتقلات والمعتقلين.

مارتن : إلى أي مدى يستطيع المجتمع بشكل أوسع تقديم الدعم النفسي للسجناء السابقين؟ أفكر في منحهم اعترافًا عامًا بالإضافة إلى حماية المواد؟ هل يمكن الحديث عن بيئة عامة تسهل الشفاء وإعادة التأهيل، ما هو دور المؤسسات في ذلك؟

سماح: هذا سؤال معقد، هناك دعم غير مشروط من المجتمع الفلسطيني للأسرى الذين قضوا وقت في السجون الاسرائلية، هناك الكثير من التقديس والتباهي بهؤلاء الأسرى، والمشكلة في ذلك أنها تمنع هؤلاء الذين يخرجون من الأسر بوضع هش للسعي وراء المساعدة الضرورية التي يحتاجونها، أقصد المساعدة النفسية، وأحياناً نعم يتم التباهي بهؤلاء الأسرى ولكن ردة فعل المجتمع تكون مختلفة اتجاهه من ناحية السماح لأطفالهم بالتعامل مع الأسرى حتى لا يتأثروا بهم ويعرضوهم للخطر، لأنهم لا يريدون أن “يجلبوا وجع الراس” لأنفسهم ولا يريدون لأبنائهم أن يتم اعتقالهم.

هناك الكثير من الضغط وخاصة من قبل المؤسسات الأمريكية على الحكومة والمؤسسات الأخرى في تقليص المساعدات المالية للأسرى في سجون الاحتلال، ف الحكومة كانت ملتزمة في مشروع لتعويض الأسرى ولكن نتيجة الضغوطات فإن المساعدات المالية تقل وخاصة للأسرى في غزة وخذا يزيد من صعوبة الحياة عليهم في عزة أكثر مما يقدرون عليه.

اجعلني أتحدث قليلاً عن الدعم المؤسسي، قرأت قليلا من صفقة القرن وهناك بعض الأشياء تتحدث عن الأسرى، أنه لن يتم تحريرهم الا بشروط، مثلا أن لايكون قد شاركوا بأعمال عنف، وأنه يجب أن بتم توقيعهم على ورقة بالقبول في المعايشة مع الاسرائليين واذا تم الاعتراف باسرائيل كدولة والايمان بوجودها. ولمرة أخرى هذا كله استمرا لعملية اعادة بناء ايديلوجيات الأسرى الذين قضوا وقت في السجن وفقط عندما يتقبلون اسرائيل كدولة وقتها يمكن أن يتم التفكير في اطلاق سراحهم، على الرغم من أنه تاريخ تبادل الأسرى في فلسطين نرى أن هؤلاء الأسرى الذين تم تحريرهم مختلفين نفسياً لأنه تم تحريرهم حتى لو لم تتغير ايدليوجياتهم، ولذلك وجهة نظر مختلفة عن العملية السياسية و تقليص الأسرى الفلسطنين من خلال عمليات دولية سياسية داعمة.

أسئلة الجمهور:

سارة: أن دائماً ما أفكر أن المجتمع الاسرائيلي وخاصة الشباب في الجيش الاسرائيلي ، هل يعلمون أن ما يفعلوه هو نوع من أنواع التعذيب؟ لماذا لا نناقش أبداً لماذا الجيش الاسرائيلي يكرر هذه التجربة ؟ كيف نساعد الشعب الاسرائيلي يفهم ماذا يفعل؟

سماح: أنا مؤمنة أن الاسرائليين يعلمون تماماً ما يفعلوه، لاسرائليين يتم تدريبهم في مدارس خاصة في اوروبا وامريكا اللاتينية ويتم تدريبهم جيداً على كل اساليب التعذيب وكيف يسيطرون على مجتمع محلي ،يعرفون حق المعرفة ما يفعلوه مع الفلسطنيين، لدي الأطلس الدولي للتعذيب، وهناك جزء منه يسمى المقعد الفلسطيني، لذلكى هم يقومون بتعميم معرفتهم أنهم طوروا بعض الأساليب مع الفلسطنيين، بعض الاساليب من التعذيب التي استخدمت في سجون جوانتناموا وأبو غريب تم استتخدامها في السجون الاسرائلية، ولكن لمذا يفعلون ذلك و لماذا يكررون تصرفات أجدادهم، أعتقد ان أي نظام يهدف الى استعمار والتحكم بالناس،لا أعلم ان كان تأثير بعد الصدمة أو ما الى ذلك، ولكن أعتقد أنه اذا أرادوا فرض السيادة على ناس يختلفون عنهم عرقياً ودينياً فيجب عليهم أن يخترقوا ويخالفوا قوانين حقوق الانسان الدولية واستخدام التعذيب واستعمار الدول لتحقيق رغبتهم.

انطونيو: هل هناك قيود أو حد معين يميز بين الفلسطيني الحامل للجنسية الاسرائلية في عملية الاعتقال الاداري؟ وماذا بامكاننا أن نفعل لنساعد بشكل عملي أنا وجميع الناس في الدول الأخرى؟

سماح:

بالنسبة ل الفلسطنيين بالهوية الاسرائيلية فإن الاسرى السياسيين والذين انضموا إلى المقاومة منهم يتم تعذيبهم في السجون الاسرئيلية بشكل أكبر بشديد حتى من الأسرى الفلسطنيين من غزة، وتم تنحيهم من اتفاقيات تبادل الأسرى، وهذا كوسيلة لردع الفلسطنيين حاملي الهوية لااسرائلية للانضمام بأي مقاومة، وأعتقد أن القانون العسكري منذ الانتداب البريطاني تم تطبيقه حتى السبعينات في المناطق التي يعيش فيها فلسطنيو ال 48، ولكن تغير بعد ذلك ولم يعد يطبق بشكل آخر، ولكن أعتقد أن يتعرضون للتعذيب بشكل شديد جداً .

يجب علينا أن نبحث أكثر عن هذا الموضوع وننشر الوعي عنه، إنها مشكلة أن تكون تعرف الكثير وتتصرف القليل أو العكس، لذلك المهم موازنة معرفتنا وقدرتنا على الرد على ذلك عن طريق المناصرة، كل شخص على حسب مهاراته وشبكته الاجتماعية واستيعابه يتصرف بالطريق المناسبة لما يملكه ولما يعرفه. أعتقد قضية الأسرى السياسين هي قضية مهمة جداً ويجب أن يسلط الضوء عليها، وهناك حكم رسمي ومؤسساتي يتجنب التعامل مع هذا الأمر، وأيضاً اسرائيل لديها قوانين ومحاكم ولا يأحد يقوم بالتشكيك في قواعد هذه القوانين، يجب أن نقوم بمناصرة حق الفلسطنيين في المقاومة، و أن نثابر للأمام على محاكمة اسرائيل في المحاكمات الدولية.

لندا/ لقد تحدقتي عن الحق في المقاومة وكنت سأتحدث عن هذه النقطة، ولكن الشعب الفلسطيني حاول المقاومة وحاولة عمل مظاهرات ، والمجتمع الدولي قال أننا نريد أن نسمع الصوت الفلسطيني بماذا يريدون، و كل حملات المناصرة والوحدة الفلسطينية أرادوا القول ولكن هناك صمت، هل تريدين التعليق على صمت المجتمع الدولي لكل وسائل المقاومة التي يقوم بها الفلسطنيين مثل المظاهرات والتندييد بحالة الااستعمار.

سماح/ نعم هذا حال معقد جداً، وأعتقد أن الفلسطنين الذين يشاركون يخاطرون بشكل شخصي وهناك احتمال دعم صغير من مؤسسات فلسطنية رسمية للمساعدة في ذلك، ولكن أعتقد أن ربط الفلسطنيين بالمؤسسات للعمل مع أشخاص دوليين والتواصل معهم يساعد بشكل أكبر للوصول إلى مستوى معين من الحماية والطاقة لتشجيعهم على التحدث بصوت عالٍ عن حقوقهم. واعتقد ان النشطاء الفلسطنيين يجب توعيتهم بنظام القوانين الاسرائلية العسكرية ، أنا أحياناً أستشير بعض المحاميين الاسرائليين عن بعض الامور حتى لا أكون في موضع مخاطرة نتيجة نشاطي، لذلك أنا أعمل ما استطيع أن أعمله.